اوباما الذي لانعرفه

أوباما الذى لا نعرفه
دكتور جيكل .. أم مستر هايد

الرئيس أوباما الذى دخل إنتخابات الرئاسة الأمريكية العام الماضى تحت شعار التغيير ، هذا التغييريبدو أننا لم نفهمه جيدا ، فالتغيير الذى قصده أوباما والذى إختلف فيه عن سابقيه فيما يختص بالقضايا العربية هو أن يخادع العرب والمسلمين بدلا من إعلان كراهيته لهم ومواجهتهم وذلك بإعطائهم ما يشتهون من وعود كاذبة إذا قصوا أظافرهم وشربوا اللبن وغسلوا أسنانهم وناموا بدري ، ثم يستدير إلى الناحية الأخرى ليعطى اليهود ما يطلبون ومالا يطلبون من العطايا الأمريكية مع أنهم ينشبون أظافرهم القذرة فى عنق الفلسطينيين ويشربون من دماء أطفالهم بدل اللبن ولا يغسلون أسنانهم أبدا ولا ينامون دون العدوان اليومى على الفلسطينيين ، وكأننا أمام شخصيتى دكتور جيكل ومستر هايد الشهيرة .
وإيضاحا لذلك سنذكر فيما يلى تفاصيل خطاب أوباما الهام أمام لجنة الشئون العامة الأمريكية الإسرائيلية ( إيباك ) فى نوفمبر 2009 أى قبل أربعة شهور فقط من الآن ، وبعد شهور قليلة من خطابه الشهير فى جامعة القاهرة الذى إستخدم فيه العديد من الآيات القرآنية التى صفق لها الحضور .
السيد أوباما ، أمام جمهور يهودى كبير فى القاعة ، يأبى أن يجلس على المقاعد من قبيل التقدير ، ويصفق له بشدة عقب كل فقرة ، قال ما يلى بالحرف الواحد ، وسوف نقسم الخطاب إلى فقرات تحتها خطوط ، ليتسنى لنا التعليق عليها فقرة فقرة ، بصورة منظمة على النحو الآتى :
· قال الرئيس أوباما " يجب أن نستمر فى حصار حماس حتى يتوقفوا عن أعمالهم الإرهابية ويعترفوا بحق إسرائيل فى الوجود وأن يلتزموا بالإتفاقيات السابقة " ( تصفيق حاد )
لكن ماذا عن حق الفلسطينيين فى الوجود ؟ ، لم يذكر لنا السيد أوباما كلمة واحدة وأصابه الخرس ، ياسيد أوباما .. إن مقاومة المحتل هى حق تكفله كل الشرائع الدينية والدولية ، وهذا الحق لا يتوقف على حصار أمريكا وإسرائيل ومصر لقطاع غزة ، وإنما يتوقف فقط عند حصول الفلسطينيين على حقوقهم المسلوبة وخروج المستعمر الإسرائيلى

· ثم قال السيد أوباما " لا يوجد مكان على طاولة المفاوضات للمنظمات الإرهابية " ( تصفيق حاد )
ونقول له أن حماس - مهما إدعت أمريكا وإسرائيل - ليست منظمة إرهابية وإنما هى منظمة وطنية فلسطينية وصلت إلى الحكم نتيجة إنتخابات نزيهة تحت إشراف دولى تفتقر إليه معظم الدول العربية ، وهى تتصدى للمحتل الإسرائيلى بالمقاومة المسلحة بموجب إلتزاماتها الدستورية بإعتبارها الحكومة المسئولة عن تحرير أرضها
· ويتابع السيد أوباما فاضحا من حيث لا يدرى التآمر المسبق فى التخطيط بين إسرائيل والحكومة الفلسطينية العميلة فى رام الله " ولقد كان هذا سبب رفضى للإنتخابات الفلسطينية عام 2006 ، عندما كانت حماس ضمن المرشحين فى الإنتخابات ، فقد قامت كلا السلطتين الإسرائيلية والفلسطينية فى رام الله فى حينها بتحذيرنا من إقامة هذه الإنتخابات ، ولكن للأسف مضت الإدارة الأمريكية فى ذاك الوقت ، قدما فى تنفيذها ، وكان نتيجة الإنتخابات هى قيام حكم إسلامى فى غزة تحت سيطرة حماس ، بإمطارإسرائيل بالصواريخ " ( تصفيق حاد )
يتضح من هذه الفقرة الآتى
§ أن أمريكا لا تؤمن بالديمقراطية لوجه الديمقراطية وحقوق الإنسان ، ولكنها تقبلها فقط إذا نتج عنها نظام موال لها ولإسرائيل
§ أن الحكومة الفلسطينية العميلة فى رام الله لم تكن تريد الإنتخابات لخشيتها من فقدان السلطة فى مواجهة حماس
§ أن محمود عباس ، بالتعاون مع إسرائيل ، حرضا أمريكا على منع حماس من الوصول إلى الحكم
§ أن حماس وصلت إلى الحكم رغم أنف أمريكا وإسرائيل نتيجة إختيار الشعب الفلسطينى وتأييده لها

· ثم يتابع السيد أوباما مصدرا تعليماته المباشرة المتعجرفة الخالية من اللياقة إلى مصر " يجب على مصر أن تقضى على عمليات تهريب الأسلحة إلى غزة " ( تصفيق حاد )
ولعل هذا هو أخطر ما فى الموضوع فمصرلم تنشئ - كما يدعى الكاذبين - الجدار الخانق جنوب غزة لأغراض الأمن القومى كما يصدعون رؤسنا كل يوم ، أو لمنع تهريب الأسلحة والمخدرات من قطاع غزة إلى مصر كما يروج له السياسيون اللقطاء ، وإنما أنشئ هذا الجدار تنفيذا ذليلا لتعليمات سيد البيت الأبيض ، لمنع وصول المساعدات المدنية والعسكرية إلى قطاع غزة لخنق الشعب الفلسطينى وإجباره على الإنصياع للمطالب الإسرائيلية الأمريكية بأيد مصرية

· ثم يقول " أى إتفاقية مع الفلسطينيين يجب أن تحترم هوية إسرائيل كدولة يهودية ، دولة ذات حدود آمنة سالمة ومحصنة " ( تصفيق حاد )
لاحظ شدة التعبير دولة يهودية ذات حدود آمنة سالمة ومحصنة ، وهى إستجابة ذليلة ومهينة من السيد أوباما لعنصرية إسرائيل المخالفة لجميع مواثيق الأمم المتحدة وحقوق الإنسان

· ثم يستطرد " القدس ستبقى عاصمة إسرائيل ولن تقسم " ( تصفيق حاد جدا وهتافات )
مرة أخرى يخالف السيد أوباما جميع قرارات الأمم المتحدة وحتى خريطة الطريق الأمريكية الخاصة بمدينة القدس ، ويلغى ذلك علنا ، ويعد إسرائيل بأن القدس ستبقى عاصمة لها فقط دون مشرك أو منازع بضمانات أمريكية

· ثم يوضح مدى عمق العلاقة بين إسرائيل وأمريكا " إن إتحادنا قائم على مصالح وقيم مشتركة ، وهؤلاء الذين يهددون إسرائيل يهددوننا ، فإسرائيل كانت دوما فى الخطوط الأمامية فى مواجهة هذه التهديدات ، وسوف أتقدم إلى البيت الأبيض بإلتزام لا يتزعزع تجاه أمن إسرائيل ، والذى يبدأ بضمان كفاءة القدرة العسكرية الإسرائيلية " ( تصفيق حاد )
يتضح من هذه الفقرة الآتى
§ الإتحاد القائم بين الولايات المتحدة وإسرائيل غير قائم على أى قيم خلاف العنصرية ونصرة إسرائيل على العرب والمسلمين
§ إسرائيل هى مخلب القط القذر فى مواجهة كل ما يهدد المصالح الأمريكية
§ يؤكد أوباما أن إلتزامه تجاه أمن إسرائيل لا يتزعزع مهما قتلت وأبادت من نساء وأطفال الشعوب العربية
§ رغم إمتلاك إسرائيل لترسانة نووية هى الرابعة فى العالم ، إلا أن السيد أوباما لا يكتفى بذلك بل يعدهم بزيادة كفاءة القدرة العسكرية الإسرائيلية أكثر وأكثر نكاية فى العرب

· ويقدم ضماناته الإستعمارية العالمية قائلا " سوف أضمن أن إسرائيل قادرة على الدفاع عن نفسها من أى تهديد من غزة إلى طهران "
من غزة إلى طهران هذا هو العالم العربى والإسلامى الذى يمثل الهدف الإستراتيجى والعدو الجديد لكل من أمريكا وإسرائيل ، ومعهما المرأة العجوز التابعة الذليلة أوربا

· ويستطرد فى وعوده لإسرائيل وكرمه " الدفاع المشترك بين إسرائيل وأمريكا يعتبر مثال للنجاح ويجب أن يعمق ، وكرئيس سوف أتقدم بمذكرة تفاهم تنص على تقديم مبلغ 30 بليون دولار فى شكل مساعدات لإسرائيل خلال العقد القادم لإستثمارها من أجل أمن إسرائيل والتى لن يقدم مثلها لأى دولة أخرى فى العالم " ( تصفيق حاد )
السيد أوباما لا يكتفى بأنه سيقدم لإسرائيل 30 بليون دولار لمساعدتها على إبادة العرب والمسلمين حتى آخر فرد ، ولكنه يعدها أيضا بأنه لن يسمح لغيرها بمضاجعة أمريكا وإستنزاف مواردها ، وبأنه لن يرفع مساعداته لأى دولة أخرى إلى هذا المقام

· ثم يعود ويؤكد فيما يختص بخطوات تسليح إسرائيل فى المستقبل " وبالمضى قدما يمكننا أن نعزز التعاون فيما بيننا حول الدفاع الصاروخى ، وسوف نقوم بتصدير المعدات العسكرية إلى حليفنا إسرائيل فى نفس إطار المبادئ التوجيهية لحلف شمال الأطلسى " ( تصفيق حاد )
إحدى الإشارات المبكرة لضم إسرائيل إلى منظومة الدفاع الصاروخى المسماة بحرب الكواكب

· ثم يطمئن إسرائيل ويؤكد إستخدام الغطاء السياسى الأمريكى لحماية أى عدوان إسرائيلى على العرب والمسلمين فى أى مكان فى العالم من أى إدانة دولية " وسوف أدافع دوما عن حق إسرائيل فى الدفاع عن نفسها فى الأمم المتحدة وحول العالم " ( تصفيق حاد )
تعهد على بياض لا يقبل الشك من السيد أوباما بإستخدام حق الفيتو لمنع أى قرارات من المنظمة الدولية تدين إسرائيل مهما إرتكبت حتى لو كان إستخداما للأسلحة النووية

· ثم يعيد التأكيد مرة أخرى "وكرئيس لن أقدم أية تنازلات إذا ما تعلق الأمر بأمن إسرائيل " ( تصفيق حاد )
وكتابع ذليل سيظل يخدم أمن إسرائيل ولن يحقق أى مصالحة بينها وبين الفلسطينيين كما وسبق أن إدعى ، ولن يقيم لهم دولة كما وعد فى خطابه فى جامعة القاهرة لأن ذلك يهدد أمن إسرائيل

هذا هو أوباما الحقيقى الذى لا نريد أن نعرفه والذى يقدم نفسه لنا على أنه الدكتور جيكل الشخص المحترم ، فإذا جن عليه ليل الخطيئة وإنفرد باليهود ظهر السيد هايد الخليع الفاسق الذى لا خلاق له ، مع إعتذارنا لمؤلف الرواية الرائعة الكاتب الإنجليزي روبرت ستيفنسون على الإخراج الجديد للرواية بواسطة السيد أوباما ..
هل يعتبر حكامنا وشعوبنا .. ونكف عن التغابى الرخيص ؟؟ !!

موضع هايل

شكرا للمرور الجميل الذي اعجبني كثيرا

تمام جدا
بس ليه يا رونى انتى هاجمه على مصر كده

ولكن الموضوع منقول

» ماهوالشئ الذي لايعلمه الله